صنّاع القرار في مجال البيانات في الإمارات والسعودية يعبّرون عن آرائهم إزاء الذكاء الاصطناعي التوليدي
- القادة يشيرون إلى عدد من المخاوف، وفي مقدمتها خصوصية وأمن البيانات والحوكمة واحتمال التحيز
[دبي – الإمارات العربية المتحدة، 15 يوليو 2024] – يمكن القول إن الذكاء الاصطناعي التوليدي بات موجود وسيظل قائماً، حيث يظهر بوضوح تام أن المؤسسات في جميع أنحاء العالم تستخدم هذه التكنولوجيا بحماسة فائقة وتستثمر فيها. وهذا ما كشفت عنه دراسة عالمية حديثة أجرتها ساس بالتعاون مع “كولمان باركس”، واستهدفت صنّاع القرار في مجال البيانات في عدد من الدول المهمة، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
وعند إمعان النظر حول الوضع الحالي لمشهد الذكاء الاصطناعي التوليدي في كل من الإمارات والسعودية، يمكن اكتشاف الإمكانات غير المستغلة في ثورة الذكاء الاصطناعي المستمرة، حيث ذكر 2% من المشاركين بالدراسة أنهم قاموا بدمج الذكاء الاصطناعي التوليدي بالكامل في عملياتهم المنتظمة، في حين يُجري 48% منهم اختبارات أولية للتطبيق، ما يعني تجاوز المعيار العالمي المحدد البالغ 43%. وذكر 34% من المشاركين في الدراسة أنهم يعتزمون استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في غضون فترة تتراوح من سنة واحدة إلى سنتين.
وكانت ساس و “كولمان باركس” قد استهدفت 1,600 شخص من صناع القرار عبر الأسواق العالمية. ويعمل المشاركون بالدراسة في عدد مختلف من القطاعات ، بما في ذلك الخدمات المصرفية والتأمين والقطاع العام وعلوم الحياة والرعاية الصحية والاتصالات والتصنيع والتجزئة والطاقة والمرافق والخدمات المهنية. ويعمل لدى أصغر الشركات المشمولة في الدراسة قوة عاملة تتراوح بين 500 إلى 999 موظف، في حين يوظف أكبرها ما يزيد على 10,000 شخص.
وقال ألكسندر تيخونوف، المدير الإقليمي لشركة ساس في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا: “بما أن المزيد من المؤسسات بدأت بالفعل في تبني الذكاء الاصطناعي التوليدي، ينبغي علينا أن نتذكر حقيقة مهمة، وهي أن قوته الحقيقية لا تكمن في الخوارزميات فحسب، بل في الجمع بين الرؤى المستندة إلى البيانات وبين الإبداع البشري”.
وبناءً على الدراسة ذاتها، تعتقد الشركات في الإمارات والسعودية أن دمج الذكاء الاصطناعي التوليدي في تحليل البيانات والعمليات التشغيلية سيؤدي إلى ما يلي:
- مستوى أفضل من الدقة في التحليلات التنبؤية: يعتقد 67% أن تكامل الذكاء الاصطناعي التوليدي سيؤدي على الأرجح إلى تحقيق مستويات من التحسّن قابلة للقياس في دقة التحليلات التنبؤية.
- الكفاءة وتوفير التكاليف: يتوقع 62% من المشاركين تحقيق مكاسب كبيرة تتعلق بكفاءة الأداء وتوفير التكاليف عند تبنّي الذكاء الاصطناعي التوليدي .
وتمكنت المؤسسات التي تبنّت الذكاء الاصطناعي التوليدي، أو التي تقوم بتجريب تكامله في عمليات التحليلات، من تحقيق فوائد عملية بالفعل. وتشمل أهم النتائج القابلة للقياس ما يلي:
- تحسّن كبير في الكفاءة في معالجة مجموعات البيانات الكبيرة: قال 84% من المشاركين إنهم تمكنوا من تحسين مكاسب كبيرة تتعلق بالكفاءة، الأمر الذي يتيح لهم إجراء تحليل للبيانات بشكل أسرع وأكثر دقة.
- تعزيز إدارة المخاطر والامتثال: تمكنت 80% من الشركات من تعزيز جهودها في إدارة المخاطر والامتثال، ويضمن لها ذلك التزاماً أفضل بالمعايير التنظيمية.
- تحسين تجربة الموظفين: أشار 80% من الشركات إلى أنها نجحت في تعزيز رضا الموظفين، ويعزى الفضل في ذلك الطبيعة البديهية والداعمة لأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وعندما يتعلق الأمر بالأقسام والإدارات داخل المؤسسات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي أو تعتزم توظيفه، فقد احتلت المبيعات (85%)، والإنتاج (81%)، وخدمة العملاء/الخدمة الميدانية (76%) المراتب الثلاث الأولى. وتأتي تكنولوجيا المعلومات والبحث والتطوير والتمويل في المركز الرابع (بواقع 72% لكل منها)، يليها التسويق (بنسبة 71%) في المرتبة الخامسة.
وتواجه المؤسسات في الإمارات والسعودية أيضاً العديد من التحديات في تنفيذ الذكاء الاصطناعي التوليدي واستخدامه، ومن أبرزها ما يلي:
- الاستخدام العملي الناجح لـلذكاء الاصطناعي التوليدي: أشار 46% إلى التحديات التي تواجه تحويل الذكاء الاصطناعي التوليدي، والانتقال به من مرحلة المفهوم النظري إلى التطبيق العملي على أرض الواقع.
- غياب الأدوات: يقول 46% أن هناك نقصاً في الأدوات المناسبة لأعمالهم.
- دمج الذكاء الاصطناعي التوليدي في الأنظمة والعمليات الحالية: كشف 44% من المشاركين أنهم يواجهون مشاكل تتعلق بالتوافق عند محاولة دمج الذكاء الاصطناعي التوليدي مع أنظمتهم الحالية.
- مشكلات متعلقة بمجموعات البيانات: يواجه 44% صعوبات في استخدام مجموعات البيانات العامة والخاصة بشكل فعال.
- التنبؤ بالتكلفة: أشار 40% إلى التكاليف المباشرة وغير المباشرة الباهظة المرتبطة باستخدام نماذج اللغة الكبيرة. ويقدّم منشئو النماذج تقديراً للتكلفة المرتبطة بمعالجة عدد معين من الرموز المميزة. (علماً أن المؤسسات تدرك الآن أنها باهظة الثمن)، ناهيك عن أن تكاليف إعداد المعرفة الخاصة والتدريب وإدارة عمليات النماذج تكون طويلة ومعقدة.
ورغم وجود هذه العقبات، تمكن بعض المستخدمين الأوائل من تسجيل فوائد هائلة، ويعتزم 29% منهم الاستفادة من خدمات خارجية لدمج الذكاء الاصطناعي التوليدي وتنظيمه لهم. وسيؤدي هذا التوجّه في نهاية المطاف إلى تمكين المؤسسات عبر القطاعات من تجاوز التغيير، والحفاظ على مرتبة الصدارة في المشهد التكنولوجي الذي يتقدّم بوتيرة متسارعة في الوقت الراهن.
يمكن الاطلاع على المزيد حول التقرير البحثي الكامل ولوحة معلومات البيانات التفاعلية من خلال هذا الرابط.
-انتهى-