العجلان: الشباب السعودي يبحث عن بيئة عمل تسمح لهم بإظهار مواهبهم وقدراتهم
أكد عبد العزيز محمد العجلان قائد قطاع الدراسات والمعلومات بشركة ميرسر للاستشارات المحدودة، أن الشباب السعودي يبحث عن بيئة عمل تسمح لهم بإظهار مواهبهم وقدراتهم، كاشفا عن توفير السوق السعودي لحوالي 250 ألف فرصة عمل للشباب والشابات سنويا، لافتا إلى أن دراسة أجرتها الشركة على نحو 450 شركة خاصة عاملة في المملكة العربية السعودية أظهرت أن رواتب الشباب السعوديين في القطاع الخاص تتراوح ما بين 3 آلاف ريال لفئة الأقسام الفنية والسكرتارية و90 ألفا لفئة التنفيذيين في الإدارة العليا.
هناك أربع فئات للموظفين تختلف رواتبهم حسب المنطقة التي يوجدون فيها، وتتصدر مدن الرياض وجدة والدمام والخبر قائمة الرواتب
وأكد في حوار خاص لـ”الرياض” أن الشباب السعودي طموح ومكافح وأثبت جدارته في القطاعات التي وفرت له البيئة المناسبة كالبنوك والطاقة، حيث أثبتوا فيهما كفاءة ومهارة عاليتين، لافتا النظر إلى الدور الأساسي للتعليم و التدريب لتوفير المهارات المطلوبة في سوق العمل، مشيدا برؤية 2030 وتوفيرها قطاعات واعدة لتوظيف السعوديين كالتعدين والطاقة المتجددة والنظيفة، متطرقا إلى موضوعات عدة فإلى نص الحوار:
فرص وظيفية
* كم يبلغ عدد الفرص الوظيفية المتوفرة للشباب في السعودية حاليا؟
– يعد سوق العمل في السعودية الأكبر في المنطقة، حيث يوفر نحو 250 ألف فرصة وظيفية سنويا، تسهم في إتاحة الفرصة أمام الشباب والشابات الباحثين عن العمل في إيجاد العمل المناسب لهم، وتقلص من نسب البطالة بينهم، على الرغم من مواجهة بعض الخريجين مشكلة البطالة بسبب عدم تناسب متطلبات سوق العمل مع تخصصاتهم ولا سيما النظرية منها، والتي قد لا يصل الطلب عليها في سوق العمل إلى العدد الكافي الذي يشمل كافة الخريجين. لذا من الأفضل أن يكون هناك توازن وموائمة بين متطلبات السوق ومخرجات التعليم خاصة مع الانفتاح الاقتصادي الذي تشهده المملكة حاليا ودخول شركات عالمية فيه تحتاج للكوادر الوطنية المدربة والمؤهلة وكذلك الراغبة في التدريب والتطوير
تجربة ناجحة
* ما هي أهم القطاعات المتوفرة لتوظيف الشباب؟
-هناك قطاعات عدة متاحة لتوظيف الشباب السعودي وحققت نسبا عالية في السعودة، وتعد مصدر جذب وأمان لهم سواء من حيث الرواتب المجزية أو التدرج الوظيفي الذي يسمح لهم لتبوء مناصب عليا فيها كقطاع البنوك، الذي أثبت فيه الشباب السعودي كفاءة ومهارة عاليتين، إضافة إلى قطاع الطاقة الذي يوفر فرصا واعدة للسعوديين، ووفقا لدراسة أجرتها شركة ميرسر للاستشارات المحدودة فيشكل السعوديون نسبة عالية من العاملين في القطاعين، كما لوحظ إقبال السعوديين على التوظيف في قطاع التكنولوجيا بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة خلافا عما كان سائداً في الماضي، ونتوقع أن يزداد عددهم خلال السنوات المقبلة في قطاع الأدوية الذي يمثلون فيه نسبة بسيطة قياسا بعدد الوافدين، ونعتقد أن القرارات الحكومية التي تلزم الشركات العاملة في القطاع بتوظيف سعوديين ستسهم في ذلك بشكل فعال.
طموح واجتهاد
* ما هي الوظائف الأكثر إقبالا من السعوديين والأكثر عزوفا منهم؟
– يجب أن نؤكد في البداية أن الشباب السعودي طموح ومكافح ومجتهد، وأثبت وجوده في جميع القطاعات، لكنهم يفضلون الوظائف ذات التدرج والأمان الوظيفي مثل قطاعات الهندسة والتسويق والموارد البشرية، ومتى ما توفر لهم ذلك أثبتوا جدارتهم، كما هو حاصل حاليا في قطاعي البنوك والطاقة، ولكن قطاعات كالقطاعات الخدمية وخدمة العملاء مثلا تقدم فرص جيدة ولكنها لا تضمن للشباب التدرج والأمان الوظيفي لذا لا يفضل البعض منهم الالتحاق بها
زيادة كبيرة
* كم تبلغ نسبة السعوديين في القطاع الخاص؟
-وفقا للمعلن من الهيئة العامة للإحصاء فيتراوح نسبة السعوديين في القطاع الخاص ما بين 30 – 35% من إجمالي العاملين في القطاع، لكن الملاحظ مؤخرا أن هناك زيادة كبيرة في عمل السعوديين في القطاع الخاص، وهناك خطوات جادة في إحلالهم مكان الوافدين، ويرجع ذلك لعوامل عدة منها تغير نظرة السعوديين للعمل في القطاع الخاص عن الماضي الذي كانوا يفضلون فيه الالتحاق بالوظائف الحكومية، ومع السماح بدخول الشركات الأجنبية للاستثمار في السعودية، توفرت فرص عمل كبيرة للسعوديين الذين يقبلون على التوظيف فيها رغبة في اكتساب الخبرة وتوطينها.
سلم الرواتب
* ما هي متوسط الأجور التي يتقاضاها السعوديين في القطاع الخاص؟
-بناء على دراسة أجرتها شركة ميرسر للاستشارات المحدودة على 450 شركة عاملة في السوق السعودي حول أجور السعوديين فقد تبين أن هناك أربع فئات للموظفين تختلف رواتبهم حسب المنطقة التي يوجدون فيها، وتتصدر مدن الرياض وجدة والدمام والخبر قائمة الرواتب، إذ تتراوح رواتب الشباب العاملين في القطاع الخاص ما بين 3 آلاف ريال وحتى 90 ألفا، حيث تتراوح راتب الفئة الأولى والخاصة بالأقسام الفنية والسكرتارية ما بين 3 إلى 6 آلاف ريال، فيما تتراوح رواتب فئة الفنيين من حملة الشهادات العليا ما بين 8 إلى 9 آلاف ريال في الشركات المحلية و12 إلى 14 ألف ريال للشركات العالمية، بينما تتراوح رواتب فئة الإدارة الوسطى ما بين 20 إلى 30 ألف ريال في غالبية الشركات و33 إلى 40 ألف ريال في الأخرى، فيما تتراوح رواتب فئة التنفيذيين ما بين 55 إلى 90 ألف ريال.
تقدير الجهود
* هل يوفر القطاع الخاص البيئة الملائمة لعمل السعوديين؟
-لا شك أن القطاع الخاص يوفر البيئة الملائمة للسعوديين، خاصة من ناحية الرواتب المجزية والتدرج الوظيفي للشباب الطموح والمجتهد، حيث يجد المجال أمامه مفتوحا للتطوير والترقي فهناك بعض شركات تزيد رواتب موظفيها مرتين في العام وأخرى تزيدها مرة، فمن مميزات القطاع الخاص أنه يقدر الجهود المبذولة من قبل موظفيه ويساهم في تطويرهم دائما.
قطاعات واعدة
* كيف تساهم رؤية 2030 في إتاحة فرص عمل مناسبة للسعوديين؟
-تحرص رؤية 2030 الطموحة على توفير متخصصين ومبدعين في تخصصات ومجالات جديدة تسهم في عدم الاعتماد على النفط كأهم وأبرز مصادر الاقتصاد، وذلك بالتدريب والتأهيل عالي الجودة للشباب والخريجين، ومن أبرز الوظائف التي تنتظر الشباب السعودي وفقا للرؤية تقنية وتكنولوجيا المعلومات بكافة تخصصاتها، قطاع الأعمال الخاصة والذي يتمثل في تلك المشروعات الصغيرة التي تدعم الاقتصاد بشكل كبير، كما توفر فرص عمل كبيرة للعمال والمتخصصين في إدارة الأعمال وتطويرها، إلى جانب القطاع المالي والمهن المصرفية، وقطاع التعليم والتأهيل، وقطاع توفير الطاقة المتجددة والنظيفة، فضلا عن قطاع التعدين.
تطوير وتدريب
*هل هناك دراسة حديثة عن عمل السعوديين في القطاع الخاص؟ وما أبرز ما جاء في تلك الدراسة؟
– لقد أجرت شركة ميرسر للاستشارات المحدودة دراسة حول تطلعات السعوديين لنوعية العمل الذي يرغبون في الالتحاق به تحت مسمى “سعودة”، حيث أظهرت الدراسة خطأ ما يشاع عن الشباب السعودي بأنه يرغب في الأعمال الإدارية فقط وبرواتب عالية، وأكدت نتائج الدراسة على أن الشباب السعودي يرغب في التطوير والتدريب والحصول على الرواتب التنافسية وفرص التدرج الوظيفي والمزايا التنافسية كالتأمين الصحي للوالدين والتعليم للأطفال، كما أظهرت الدراسة وجود اختلاف في اهتمام الشباب عن الشابات حين الالتحاق بالعمل، حيث تصبح الرواتب التنافسية ذات أولوية قصوى للشباب في الوظيفة بينما يتصدر التدريب والتأهيل أولويات الشابات ومن ثم الرواتب التنافسية.
أمان وظيفي
*من وجهة نظرك، هل لا تزال هناك عوائق أمام عمل السعوديين في القطاع الخاص؟ وما هي؟
– يمكن القول بأنه لا توجد حاليا عوائق أمام عمل السعوديين في القطاع الخاص، لكن البعض منهم لا تزال لديه مخاوف من الالتحاق به ويبحثون عن الأمان الوظيفي في القطاع الحكومي، ويتغاضون عن مزايا القطاع الخاص مثل إتاحته فرصة الانتقال من مكان لآخر، فضلا عن توافر رواتب مجزية قد لا تتوفر في القطاع الحكومي.
*ما تقييمك لدور خريجي المعاهد والكليات التقنية في مختلف القطاعات؟
-الواقع العملي يؤكد أن لديهم مشاركة متزايدة في السوق، خاصة في قطاعات مثل البنوك والتكنولوجيا والاتصالات، ولقد رصدنا زيادة واضحة في مشاركة السعوديين ما بين عامي 2017 و2019 في القطاع الفني؛ وذلك لوجود عدد كبير منهم يرغب في التطوير والتدريب لا سيما مع مغادرة عدد كبير من الوافدين للسوق خلال تلك الفترة، زادت مشاركة الشباب السعودي في القطاع الخاص على المستويين الفني والمهني نظرا لإطلاق عدد من المشاريع العملاقة التي تدعم رؤية 2030 بشكل مباشر وغير مباشر.
<
p style=”direction: rtl;”>