إنترسك السعودية يسلط الضوء على إمكانات الذكاء الاصطناعي مع تحذير الخبراء من المخاوف المستمرة
حققت المملكة العربية السعودية تقدماً ملحوظاً في وضع المملكة كقائد عالمي في مجال الذكاء الاصطناعي كجزء من رؤية 2030، حيث نالت جهود الحكومة والقطاع الخاص في استغلال الذكاء الاصطناعي من أجل الابتكار والتقدم الاقتصادي إشادة دولية، كما احتلت السعودية المرتبة الأولى في مؤشر استراتيجية الحكومة للذكاء الاصطناعي الذي أعدته شركة “تورتويس إنتليجنس” العام الماضي.
تم التأكيد على أهمية التزام الدولة بالذكاء الاصطناعي خلال قمة مستقبل الأمن والسلامة من قبل مزيد العتيبي، المستشار الشريك في تقنيات الأمن في شركة راوند للمراقبة الأمنية، خلال جلسة بعنوان: الذكاء الاصطناعي في قطاع الأمن والسلامة: التأثير والمخاوف.
وقد أشار العتيبي خلال الجلسة إلى العديد من التأثيرات الإيجابية للذكاء الاصطناعي على قطاع الأمن، بما في ذلك المراقبة والوعي بالموقف، وتخصيص الموارد على النحو الأمثل، والتحليلات التنبؤية، وتحسين التواصل، من بين العديد من الأمور الأخرى، كما أكد على كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي بشكل إيجابي على السلامة، مشيرًا إلى بيئة مكان العمل، والاستجابة لحالات الطوارئ، وعمليات اتخاذ القرار، وتدابير السلامة المرورية.
وكجزء من الجلسة، تم أيضًا تحديد الرؤى والمخاوف المحتملة المتعلقة باستخدام الذكاء الاصطناعي والتي تشمل كلاً من: الخصوصية واتخاذ القرارات والأخلاقيات وأمن الذكاء الاصطناعي والوظائف والموثوقية.
وقد صرح العتيبي قائلاً: “تثير قضايا الخصوصية الناجمة عن استخدام الذكاء الاصطناعي في المراقبة وتحليل البيانات مخاوف كبيرة، فالتحيز والتمييز والعدالة هي مجالات يمكن أن تأخذ فيها نظم الذكاء الاصطناعي التحيزات من قبل بيانات التدريب الخاصة بها، مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات غير عادلة من خلال استهداف أو تحديد ملفات تعريف لأفراد أو مجموعات معينة”.
وأضاف العتيبي قائلاً: “علاوة على ذلك، فإن فقدان الوظائف يشكل مصدر قلق، حيث يمكن أن يؤدي أتمتة مهام المراقبة وإدارة الأمن والسلامة إلى فقدان الوظائف، كما توجد دائمًا مخاوف أخلاقية وقانونية عند التعامل مع الذكاء الاصطناعي في عمليات اتخاذ القرار، مثل الشرطة التنبؤية، مما يثير تساؤلات أخلاقية حول المساءلة والشفافية، فضلاً عن الإدراك الثقافي على المدى الطويل”.
واختتم العتيبي حديثه قائلاً: “في نهاية المطاف، تتمتع تقنيات الذكاء الاصطناعي بالقدرة على إحداث تأثير إيجابي كبير، ومع ذلك فإن هناك العديد من المخاوف”.
وفي اليوم الأخير من المعرض، ستركز ورشة عمل برنامج الاستعداد للمستقبل، وهو منصة رئيسية للمسؤولين الحكوميين وقادة الأمن، على التعامل مع المشهد الأمني الحالي وتطوير حلول جاهزة للمستقبل.
وكجزء من البرنامج، تركز الجلسات على تطور التهديدات الأمنية، وتقدم رؤى ثاقبة عن التوجهات والتحديات والمخاطر الناشئة، كما تسلط الضوء على جهود التحول الوطني لتحديث الجهات الأمنية، وتركز على تنمية المواهب والابتكار والاستعداد للمهام والقدرات المستقبلية، بالإضافة إلى ذلك، تستكشف التقنيات المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، مما يزود القادة باستراتيجيات حيوية لمواجهة التحديات المتطورة وضمان المرونة.
وبهذه المناسبة قالت ريهام صديق، مدير معرض إنترسك السعودية لدى ميسي فرانكفورت ميدل إيست: “ لمعرض إنترسك السعودية 2024 دور محوري بالتطورات الرائدة ومساهمات دول مجلس التعاون الخليجي في إعادة تشكيل قطاع الحماية من الحرائق والسلامة والأمن. ويُعد المعرض شهادة على التزام المملكة العربية السعودية بإظهار التكامل التكنولوجي الرائد، وخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي، وإعادة تعريف مستقبل السلامة وإدارة الأزمات”.
من جهته قال بلال البرماوي، الرئيس التنفيذي لشركة العربية الأولى لتنظيم المعارض والمؤتمرات: “يعد هذا المعرض بمثابة منصة مثالية لتبادل المعرفة، حيث يجمع بين أبرز خبراء الأمن العالميين والعارضين تحت سقف واحد، ويعزز الابتكار، ويسلط الضوء على كيفية تمهيد التقنيات المتطورة المعروضة هنا الطريق نحو مجتمعات أكثر أمانًا على مستوى العالم”.
يقام معرض إنترسك السعودية 2024 بالشراكة مع الهيئة العليا للأمن الصناعي والمديرية العامة للدفاع المدني السعودي، وقد تم تنظيم المعرض من قبل شركة العربية الأولى لتنظيم المعارض والمؤتمرات وبترخيص من شركة ميسي فرانكفورت.